و نلقى الأحبة
من كتاب
نفائس اللطائف
للدكتور : نايف معروف
الجزء الأول
أغثني يا محمد :
حكي أن رجلا مر برسول الله صلى الله عليه و سلم و هو بمكة قبل هججرته إلى المدينة ، فقال : يا محمد أغثني ، فإن خلفي من يطلب دمي . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : امض لوجهك لأصد الطلب عنــــك . ثم قام عليه السلام و جلس بعد نفوذ الرجل ، فإذا قوم يتعادون بالسيوف ، فقالوا : يا محمد ، هل مر بك رجل عارب من صفته كذا و كذا ؟ فقال عليه السلام : أما منذ جلست فلا . فصدقه القوم و انصرفوا في غير ذلك الطريق .
كم ينحرون كل يوم ؟
و ظفر رسول الله صلى الله عليه و سلم برجلين ، فقال لهما : أخبراني عن قريش ؟ قالا : هما و الله و راء هذا الكثيب . فقال لهما : كم القوم ؟ قـــالا : كثير . قال : عدتهم ؟ قالا : لا ندري . قال : كم ينحرون كل يوم . قالا : يوما تسعا ، و يوما عشرا ، فقال عليه الصلاة و السلام : القوم فيما بين التسع مئة و الألف .
صدقتي حبة عنب !!
قيل لعائشة رضي الله عنها و قد تصدقت بحبة عنب ؟ ! قالت : إن فيها لمثاقيل ذر ، إشار إلى قول الله تعالى : ” فمن يعمل مثقال ذرة خير يــــــــره ” .
و ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله :
قالت عائشة رضي الله عنها : ذبحنا شاة فتصدقنا بها ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : هل بقي منها شئ . فقلت ك يا رسول الله ، ما بقي منها إلا كتفا . فقال عليه الصلاة و السلام : كلها بقي إلا كتفها ” .
أحسنوا التعبير :
رأى أبو بكر رضي الله عنه رجلا بيده ثوب ، فقال : هو للبيع ؟ فقال : لا أصلحك الله ! فقال رضي الله عنه : هلاقلت : لا ، و أصلحك ، لئلا يشتبه الدعاء لي بالدعاء علي .
ثاني اثنين :
قال عبد الله بن إدؤيس ك قال الله تعالى في أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ثاني اثنين إذ هما في الغار ، و ثاني اثنين في المشورة يوم بدر ، و ثاني اثنين في القبر ، و ثاني اثنين في الخلافة ، و ثاني اثنين في الجنة .
فمن أمهم ؟!
قيل : إن قريشا قالت : قيضوا لأبي بكر رجلا يأخذه ، فقيضوا له طلحة بن عبيد الله ، فأتاه و هو في القوم فقال : يا أبا بكر ، قم إلي ، قال : إلام تدعوني ؟ قال : أدعوك إلى عبادة اللات و العزى . قال أبو بكر رضي الله عنه : من اللات ؟ قال : بنات الله . قال : من أمهم ؟! فسكت طلحة و قال لأصحابه : أجيبوا صاحبكم ، فسكتوا . فقال طلحة : قم يا أبا بكر ، فإني أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله . فأخذه ابو بكر بيده فأتى به النبي صلى الله عليه و سلم فأسلم .
لو كنت تاجرا :
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : ” لو كنت تاجرا لما اخترت عن العطر شيئا ، إن فاتني ربحه ، لم يفتني ريحه ” .
أسأت النقد :
رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه اعرابيا يصلي صلاة خفيفة ، فلما قضاها ، قال : اللهم ، زوجني الحور العين . فقال عمر رضي الله عنه : لقد أسأت النقد ، و أعظمت الخطبة .
عدالة منقطعة النظير!
قيل ك شكت امرأة مسيحية من سكان مصر إلى عمر بن الخطاب أن عمرو بن العاصقد أدخل دارها في المسجد كرها عنها. فسأل عمرا عن ذلك ، لفأخبره أن المسلمين قد كثروا و أصبح المسجد يضيق بهم ، و في جواره دار هذه المرأة . و قد عرض عليها عمرو ثمن دارها و بالغ في الثمن ، فلم ترض . مما اضطر عمرا إلى هدم دارها و إدخاله في المسجد ، و وضع قيمة الدار في بيت المال تأخذه متى شاءت . إلا أن عمر لم يرض بذلك ، بل أمر عمرا أن يهدم البناء الجديد من المسجد ، و يعيد إلى المرأة المسيحية دارها كما كانت .
فذلك مثلي و مثلكم ( بكسر الميم و سكون الثاء ) :
قالت حفصة لأبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ك ما عليك لو لبست ثوبا ألين من هذا ن و أكلت طعاما غير هذا ! قد فتح الله عليك الأرض و أوسع الرزق ! و قال له غيرها مثل هذا القول . فرد عليهم رضي الله عنه : إنما مثاي و مثلكم كقوم سافروا فدفعوا نفقاتهم إلى رجل منهم ، فقالوا : أنفق علينا ، فهل يحل له أن يستأثر ( يأخذ من هذا المال له ، أو يخص به نفسه ) بشئ منها ؟ قالوا : لا . قال : فذلك مثلي و مثلكم .
أخلصوا نيتكم لله :
أحضر ( مبني للمجهول ( بين يدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل سكران ، فأمر أن يحد . فشتمه السكران ، فرجع عمر عن ضربه .فقيل : لم تركته يا أمير المؤمنين حين شتمك ؟! فقال : إنه لما شتمني غضبت ، فلو ضربته لكان لغضبي لا لربي .
الرجال ثلاثة ، و النساء ثلاثة :
قال عمر رضي الله عنه : الرجال ثلاثة ، و النساء ثلاثة : امرأة هينة لينة ن عفيفة مسلمة ، ودود ولود ، تعين أهلها على الدهر ، و لا تعين الدهر على أهلها ، و قلما تجدها . و أخرى وعاء للولد ، لا تزيد على ذلك شيئا .
و أخرى تغل غلا ( تغش و تحقد ) ن يجهلعا الله في عنق من يشاء ، و ينزعها إذا شاء . و الرجال ثلاثة : رجل عاقل إذا أقبلت الأمور و تشبهت ، ياتمر فيها أمره ، و ينزل عند رأيه . و آخر جائر ( ظالم ) بائر ( لا يحقق المقصود منه ، أي لا فائدة منه ) . و آخر لا يأتمر رشدا و لا يطيع مرشدا .
فوالله لا آكل حتى يأكل الناس !!!!!!!!!!
قيل : أصاب الناس سنة ( بكسر السين ، و هي الجدب و القحط ) ، غلا فيها السمن . فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأكل الزيت حتى يقرقر بطنه ، فيقول رضي الله عنه : قرقر ما شئت ، فوالله لا تاكل السمن حتى يأكله الناس .
وقفة :
عبارة عن سؤال وااحد : أين قادة ن و حكام و رؤساء العالم من هذا العدل و التقوى ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اختبأت عند ربي عشرا :
عن أبي ثور الفهمي ، قال : قدمت على عثمان بن عفان رضي الله عنــــه ، فقال : لقد اختبأت عند ربي عشرا : إني لرابع أربعة في الإسلام . و ما تعينت و لا تمنيت ( كذبت ) ، ولا وضعت على يميني على فرجي منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه و سلم . و لا مرت بي جمعة منذ اسلمت غلا و أنا أعتق فيها رقبة ، إلا أن لا يكون عندي فأعتقها بعد ذلك . و لا زنيت في جاهلية أو إسلام قط . و جهزت جيش العسرة . و أنكحني النبي ابنته ، ثم ماتت ، فأنكحني الأخرى . و ما سرقت في جاهلية و لا إسلام .
أضف تعليق